قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ولأنه يطرد النوم، ويزيد في النشاط، ويوقظ غيره من نائم وغافل، وينشطه، فمتى حضره شيء من هذه النيات فالجهر أفضل.

فصل: ويستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (ويجمعُ همَّهُ إلى الفِكرِ) أي التفكر والتدبر. قوله: (ولأنهُ يُطرُدُ النوم) أي أن رفع الصوت يطرد النوم عن القارئ ويزيد في نشاطه للقراءة ويقلل من كسله. قوله: (من نائمٍ) أي من نائم مطلوبه القيام لإحياء تلك الأوقات بسني العبادة فيكون الجهر سببًا لحياته فينال من الثواب بذلك فلا ينافي ما تقدم من الكراهة أو حرمة الجهر إذا شوش على مصل أو نائم لأن ذاك في نائم لم يقصد القيام فيحصل له بالقيام الناشئ عن الجهر أذى وتعب والله أعلم. قوله: (فينشطه) قال في الإحياء ولأنه قد يراه بطال غافل فينشطه بسبب نشاطه ويشتاق إلى الخدمة اهـ، وفي كتاب الرياضة لابن الجوزي القراءة بصوت عالٍ تحرك الرأس وما فيه من الأعضاء وتستحييه وتنقيه وتقويه وتعده لقبول الغذاء اهـ. قوله: (فمن حضرَه شيء من هذِه النيات فالجهرُ أَفضلُ) قال في الإحياء فإن اجتمعت هذه النيات فيضاعف الأجر ويكثر النيات وتزكوا عمل الأبرار فيتضاعف أجورهم فإن كان في العمل الواحد عشر نيات كان فيه عشرة أجور ولهذا نقول قراءة القرآن في المصحف أفضل إذ تزيد عمل البصر وتأمل المصحف وحمله فيزيد الأجر بسبب ذلك وقد قيل الختمة في المصحف بسبع لأن النظر في المصحف أيضًا عبادة ثم ظاهر أن الكلام فيما زاد من رفع على ما يسمع نفسه وإلّا فقد سبق أن كل ذكر لا يحصل إلَّا برفع صوته بحيث يسمع نفسه مع اعتدال سمعه والسلامة من اللغط.

فصل

قوله: (وتَزْيينُها) في الإحياء يستحب تزيين القراءة بترديد الصوت من غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015