(أفضل المخلوقين) كلهم، بشهادة قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "أنا سيد الناس يوم القيامة" رواه البخاري (?)، وقوله: "أنا سيد العالمين" رواه البيهقي (?)، و (العالمون) وإن اختصَّ بالعقلاء على ما مر فهم أفضل أنواع المخلوقات، فإذا فضل هذا النوعَ. . فقد فضل سائر الأنواع بالضرورة.
وقوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر (?)، وما من نبيٍّ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي" رواه الترمذي (?)، ومن آخر هذا وصريح الأولَينِ عُلِمت أفضليته على آدم، فقوله: "أنا سيد ولد آدم" إما للتأدُّب مع آدم، أو لأنه عُلِم فضلُ بعض بنيه عليه كإبراهيم، فإذا فضل نبيُّنا الأفضلَ من آدم. . فقد فضل آدم بالأَولى.
ولا ينافي التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ}، ولا ينافي الأحاديث الصحيحة من قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "لا تفضلوني" (?)، وفي رواية: "لا تخيروني على الأنبياء"، وفي أخرى: "لا تخيروا بين الأنبياء" (?).
ولا ينافي تفضيل نبينا عليهم قوله في الحديث المتفق عليه: "من قال: أنا خيرٌ من يونس بن متى. . فقد كذب" (?)؛ وذلك لأن عدم التفرقة بينهم إنما هو في الإيمان بهم وبما جاؤوا به.