الجنة على ما يختصون به من تفاصيل العلم باللَّه تعالى، وأسمائه، وصفاته، وقربه، ورؤيته، ولذة ذكره، وغير ذلك مما لا يمكن التعبير عنه.
ومنها: استحضار أن تركها موجبٌ لرفع الدرجات، وحلول الرضوان الأكبر منه تعالى في دار الكرامات.
ومن ثم قال صلى اللَّه عليه وسلم: (يحبك) بفتح آخره؛ لأنه لما كان مجزومًا جوابًا لـ (ازهد) وأُريد إدغامه. . سكنت باؤه الأولى بنقل حركتها إلى الساكن قبلها، فاجتمع ساكنان، فحرّك الأول (?) لالتقائهما بالفتح تخفيفًا.
(اللَّه) لأنه تعالى يحب من أطاعه، ومحبته مع محبة الدنيا مما لا يجتمع كما دلَّتْ عليه النصوصُ والتجربةُ والتواترُ، ومن ثَمَّ قال صلى اللَّه عليه وسلم: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" (?)، واللَّه لا يحب الخطايا ولا أهلها، ولأنها لهوٌ ولعبٌ واللَّه لا يحبهما، ولأن القلب بيت الرب لا شريك له، فلا يحب أن يَشْرَكه في بيته حب دنيا ولا غيره.
والحاصل: أنَّا نقطع بأن محبَّ الدنيا مبغوضٌ عند اللَّه تعالى، فالزاهد فيها محبوبٌ له تعالى، ومحبتها الممنوعة: هي إيثارها لنيل الشهوات واللذات؛ لأن ذلك يشغل عن اللَّه تعالى.
أما محبتها لفعل الخير والتقرب به إلى اللَّه تعالى. . فهو محمودٌ؛ لخبر: "نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح، يصل به رحمًا، ويصنع به معروفًا" (?).
وفي أثرٍ: إذا كان يوم القيامة. . جمع اللَّه الذهب والفضة كالجبلين العظيمين، ثم يقول: (هذا مالنا عاد إلينا، سعد به قومٌ، وشقي به آخرون) (?).
ثم المحبةُ -لاستحالة حقيقتها عليه تعالى من الميل النفسي منه، وهو واضحٌ، أو