قيل: والوزن أقسام: وزن الإيمان بجميع السيئات، والكفر بجميع الحسنات؛ ليخلد المؤمن في النعيم، والكافر في الجحيم.
ووزن الأعمال بالمثاقيل؛ لظهور مقادير الجزاء؛ كما دل عليه آخر سورة (إذا زلزلت الأرض).
ووزن مظالم العباد؛ لما صح: أنه يؤخذ للمظلوم من حسنات الظالم بقدر حقه، فإن لم يكن له حسنات. . طرح عليه من سيئاته (?).
وإنكار المعتزلة للميزان وحملها على مجازها من إقامة العدل في الحساب مِنْ تَقوُّلهم على الشريعة، وتصرُّفهم في نصوصها بصرفها عن ظواهرها بمجرد الحَزر والتخمين، على أن حديث: أين نجدك يا رسول اللَّه في القيامة؟ قال: "عند الحوض أو الصراط أو الميزان" (?). . مبطلٌ لتأويلهم، وقاضٍ بتضليلهم، نعوذ باللَّه تعالى من سَفْسافهم وضلالهم، ونسأل اللَّه سبحانه وتعالى السلامة من قبيح أقوالهم.
(وسبحان اللَّه والحمد للَّه تملآن) بالفوقية باعتبار أنهما جملتان، وبالتحتية باعتبار أنهما لفظان (أو) شكٌّ من الراوي (?) (تملأ) بالفوقية -أي: هذه الكلمة، والجمل تسمى كلمة لغةً- وبالتحتية؛ أي: هذا اللفظ (ما بين السماوات والأرض) (?) وذلك لأن العبد إذا حمد مستحضرًا معنى الحمد السابق -وقولُ المصنف: (إنه مشتمل على التفويض إلى اللَّه سبحانه وتعالى) (?) أراد به أن ذلك ملزومٌ؛ لما دلت عليه صيغته من عموم الحمد له سبحانه وتعالى على كل حالٍ من السراء والضراء، وهذا هو غاية التفويض-. . امتلأت ميزانه من الحسنات (?)، فإذا أضاف إلى ذلك (سبحان اللَّه) الذي هو تنزيه اللَّه؛ أي: اعتقاد تنزيهه عما لا يليق به من النقائص والأوصاف الخالية