عن الكمال المطلق. . ملأت حسناتُه وثوابُه زيادةً على ذلك ما بين السماوات والأرض؛ إذ الميزان مملوءٌ بثواب التحميد، فهذه الزيادة هي ثواب التسبيح، وثوابُ الحمد من ملئه للميزان باقي بحاله على كلٍّ من اللفظين المشكوك فيهما كما يتضح بما قررته فيهما، المندفع به قول بعضهم: هذا شكٌّ فيما يملأ ما بين السماء والأرض؛ هل هو الكلمتان أو إحداهما؟ ورواية النسائي الآتية أشبه، وهل المراد: أنهما معًا يملآن ما بينهما، أو كلٌّ منهما يملؤه؟ هذا محتملٌ. اهـ

وذكر السماوات والأرض على جهة الإغياء على العادة العربية (?)، والمراد: أن الثواب على ذلك كثيرٌ جدًا بحيث لو جُسِّم. . لملأ ما بين السماوات والأرض، وفي رواية النسائي وابن ماجه: "والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض" (?)، وفي أخرى ضعيفة: "التسبيح نصف الميزان، والحمد للَّه تملؤه، ولا إله إلا اللَّه ليس لها دون اللَّه حجاب حتى تصل إليه" (?) أي: ليس لقبولها حجابٌ يحجبها عنه، وفي أخرى زيادة: "واللَّه أكبر ملء السماوات والأرض" (?)، وفي أخرى: "الحمد للَّه ملء الميزان، وسبحان اللَّه نصف الميزان، ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ملء السماوات والأرض وما بينهن" (?)، وفي أخرى: "كلمتان إحداهما من قالها لم يكن لها ناهية دون العرش، والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر" (?) فقد تضمنت هذه الأحاديث فضل هذه الكلمات الأربع التي هي أفضل الكلام، وهي: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر.

فأما (الحمد للَّه). . فقد اتفقت الأحديث كلها على أنه يملأ الميزان، فهو أفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015