عملتم من الأعمال الصالحة، فاسألوا اللَّه سبحانه وتعالى بها فإنه ينجيكم، فذكر كلٌّ منهم سابقةَ عملٍ صالحٍ سبق له مع ربه، فانحدرت الصخرة وخرجوا يمشون. رواه البخاري وغيره (?).
وقيل: يجوز أن يكون على حذف مضاف؛ أي: تعرف لملائكته في الرخاء بالتزامك لطاعته، وإظهار عبادته يعرفك في الشدة بواسطة شفاعتهم عنده في تفريج كربك وغمك، ويدل لذلك ما في الحديث: (أن من له دعاء حال الرخاء إذا دعا به حال الشدة. . قالت الملائكة: ربنا؛ هذا صوتٌ نعرفه، وإذا لم يدعُ حال الرخاء ودعا حال الشدة. . قالوا: ربنا؛ هذا صوتٌ لم نعرفه) اهـ (?)
وهذا تكلفٌ، والحديث بتقدير صحته لا يؤيده كما هو ظاهر، فالأَولى: ما تقرر أولًا.
ثم كلٌّ من معرفة العبد وربه عامة وخاصة؛ فمعرفة العبد العامة: هي الإقرار بوحدانية اللَّه تعالى وربوبيته، والإيمان به، والخاصة: هي الانقطاع إليه، والأُنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، وشهوده في كل حال.
ومعرفته سبحانه وتعالى العامة: هي علمه بعباده، واطلاعه على ما أسَرُّوه وأعلنوه، والخاصة: هي محبته لعبده، وتقريبه إليه سبحانه وتعالى، وإجابة دعائه، وإنجاؤه من الشدائد، فلا يظفر بهذه الخاصة إلا من تحلَّى بتلك الخاصة.
(واعلم أن ما أخطأك) من المقادير فلم يصل إليك (لم يكن) مقدرًا عليك (ليصيبك) لأنه بان بكونه أخطأك أنه مقدَّرٌ على غيرك.
(وما أصابك) منها (لم يكن) مقدَّرًا على غيرك (ليخطئك) وإنما هو مقدرٌ عليك؛ إذ لا يصيب الإنسان إلا ما قدر عليه، ومعنى ذلك: أنه قد فرغ مما أصابك أو أخطأك من خيرٍ أو شرٍ، فما إصابتُه لك محتومةٌ. . لا يمكن أن يخطئك، وما أخطأك. . فسلامتك منه محتومة، فلا يمكن أن يصيبك؛ لأنها سهامٌ صائبةٌ