وقال مسروق: (أدركت خمس مئةٍ من الصحابة إذا خالفوا ابن عباس. . لم يزل يقررهم حتى يرجعوا إلى ما قال، وقال: كنت إذا رأيتَه. . قلتَ: أحلم الناس، وإذا تكلَّم. . قلت: أفصح الناس، وإذا حدَّث. . قلت: أعلم الناس) (?).

وقال عمرو بن دينار: (ما رأيت مجلسًا أجمع لكل خيرٍ من مجلس ابن عباس) (?).

وروي: أنه لمَّا وُضِع ليُصلَّى عليه. . جاء طائر أبيض، فوقع على أكفانه ثم دخل، فالتُمس فلم يوجد، فلما سُوِّي عليه. . سُمع قائلٌ يقول: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الآيةَ (?).

روي له ألف حديثٍ وستُّ مئةٍ وستون، اتفقا منها على خمسةٍ وتسعين، وانفرد البخاري بثمانيةٍ وعشرين، ومسلم بتسعةٍ وأربعين.

مات بالطائف ودفن بها سنة ثمان وستين في خلافة ابن الزبير رضي اللَّه تعالى عنهم، وقيل: سنة تسع، وقيل: سنة سبعين، وصلى عليه محمد ابن الحنفية، وقال: (مات ربانيُّ هذه الأمة) (?).

ومناقبه رضي اللَّه تعالى عنه أكثر من أن تحصر، وأظهر من أن تشهر؛ لِمَا حفَّه من تلك الدعوات الباهرة، وظهر على غرر فضائله من الخصوصيات الظاهرة، المسبوقة بالتوفيق من الصغر، والمصحوبة بالفقه في الكبر؛ فقد استأذنه صلى اللَّه عليه وسلم وهو على يمينه حين شرب فقال: "أتأذن لي أن أُعطي الأشياخ؟ " أي: أبا بكر وعمر وغيرهما، فقال: واللَّه لا أُوثر بنصيبي منك أحدًا، فتلَّ القدح في يده (?).

(قال: كنت خلف النبي صلى اللَّه عليه وسلم [يومًا]) (?) أي: على دابته؛ كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015