وفي الحديث الحسن: "إنكم في زمانٍ من ترك منكم عشر ما أمر به. . هلك، ثم يأتي زمانٌ من عمل منهم بعشر ما أُمر به. . نجا" (?).

(وفي رواية: "بعثه اللَّه تعالي فقيهًا عالما"، وفي رواية أبي الدرداء: "وكنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا" (?)، وفي رواية ابن مسعود: "قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت" (?)، وفي رواية ابن عمر: "كتب في زمرة العلماء، وحشر في زمرة الشهداء") (?) وبين الثانية -أعني: "فقيهًا عالمًا" والتي قبلها نوعُ تخالفٍ، بناءً على ما قدمناه: أن الحشر في زمرتهم لا يستدعي مساواتَه لهم، وبين هاتين والأخيرة ذلك أيضًا، وقد يجمع بأن حُفَّاظ الأربعين مختلفو المراتب؛ فمنهم من يحشر في زمرة الفقهاء والعلماء وهم الأدنون، ومنهم الفقيه العالم وهم الأعلون، ومنهم المتوسط وهو الذي كُتب في زمرة العلماء، وحُشر في زمرة الشهداء؛ إذ الكَتْب في زمرة قومٍ يقتضي أنه منهم، بخلاف الحشر.

وأما رواية: "شافعا وشهيدًا"، وأنه يقال له: "ادخل من أي أبواب الجنة شئت". . فيأتيان في الجميع.

(واتفق الحفَّاظ على أنه) أي: الحديث المذكور (حديثٌ ضعيفٌ وإن كثرت طرقه) ومن جملة من أوضح ضعفها: ابن الجوزي في "علله المتناهية" وبرهن عليه (?)، وكذا الحافظ المنذري، فقال: (ليس في جميع طرقه ما يقوى وتقوم به الحجة؛ إذ لا يخلو طريقٌ منها أن يكون فيها مجهولٌ، أو معروفٌ مشهورٌ بالضعف)، ولمَّا أخرجه ابن عبد البر من حديث مالك. . قال: (هذا غير محفوظٍ ولا معروفٍ عنه، ومن رواه عنه. . فقد أخطأ عليه) وقال في "كتاب العلم":

طور بواسطة نورين ميديا © 2015