(إسناده ضعيف) (?)، وقال ابن السكن في بعض رواة بعض طرقه: (إنه منكر الحديث، وليس يروى من وجهٍ يثبت) (?)، وقال الدارقطني في "علله": (كل طرقه ضعاف) (?)، والبيهقي: (أسانيده كلها ضعيفة) (?)، وابن عساكر: (فيها كلها مقال (?).

ولا يرد على قول المصنف: (الحفاظ) قولُ الحافظ أبي طاهر السِّلَفي في "أربعينه": (إنه روي من طرقٍ وثقوا بها، وركنوا إليها، وعرفوا صحتها، وعولوا عليها) انتهى؛ لأنه معترَضٌ وإن أجاب عنه المنذري بأنه يمكن أن يكون سلك في ذلك مسلك من رأى أن الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها إلى بعض. . أحدثت قوةً، ولا يرد على المصنف ذكرُ ابن الجوزي له في "الموضوعات" لأنه تساهُلٌ منه، فالصواب: أنه ضعيفٌ لا موضوعٌ.

فإن قلت: سلَّمنا عدم وضعه، لكنه شديد الضعف، والحديث إذ اشتدَّ ضعفه. . لا يُعمل به ولا في الفضائل، كما قاله السبكي وغيره، وحينئذٍ فكيف عمِلَ به جمعٌ من الأئمة أتعبوا أنفسهم في تخريج الأربعينيات اعتمادًا عليه؟!

قلتُ: لا نسلم أنه شديد الضعف؛ لأنه الذي لا يخلو طريقٌ من طرقه عن كذَّابٍ أو متهمٍ بالكذب، وهذا ليس كذلك، كما دلَّ عليه كلام الأئمة، ولئن سلمنا ذلك. . فهم لم يعتمدوا في ذلك عليه، بل على ما سيذكره المصنف من الأحاديث الصحيحة، وأما خبر: (من حفظ على أمتى حديثًا واحدًا. . كان له كأجر أحد وسبعين نبيًا صديقًا). . فهو موضوع.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015