لهم فكسرتها، ووجدت فيها عدة من الرجال المقدمين والنساء فأسرتها، وكانت الفرنج حملت فيها تجائر وذخائر تطلب ربحها فخسرتها.

فصل آخر

فصل

فصل آخر

وصل الأسطول ظهر يوم الخميس ظاهرا خميسه، ثائرا بألسد عريسه. في شوان للعدو شوائن، وشلنديات لشله وفله ضوامن. وحراريق لأهل النار بنارها محرقة، وعقبان مراكب في مطار العقاب على المجرمين محلقة. وسواري هواضب كرواسي هضاب، وسحاب بوائق كبوارق سحاب.

من كل مركب للنصر مركب، ومفرد من الشدة والبأس مركب. وقطعة لنياط قلب العدو قاطعه، وقلعة لأساس أهل الكفر قالعة. وتلعة في ذروة العزة تليعة، وذروة في مرقى الهدى راقية منيعة. وجاءت في البحر أمواجا في الأمواج، ودخلت إلى الثغر أفواجا بعد الأفواج.

وكان العدو قد أبرز أباطيله، وجهز أساطيله. وشب عواديه ودواعيه، وأدب عقاربه وأفاعيه. وأسمى مناكب مراكبه، وجد في امهاء غروبه وتسنيم غواربه.

ولما وصل الأسطول طال وصال، ولاح للعدو صده بحيلة من حال فحال، وامتنع مراده واستحال. وأخذ الأسطول من مراكبه الكبار ست قطع قطعت أسبابها، وقصمت من عبدة الصليب أصلا بها، وخيبت حسابها.

فصل

وصل الأسطول إلى البلد، مستطيلا بالجلاد والجلد. وأثرى به الثغر بعد الانفاض، واجتمع به شمل الرجاء بعد الانفضاض. ودخل إليه ما خرج عن حد الحصر، من ذخيرة وميرة توجب كثرتها قلة المبالاة بالحصر، فإن الرايات المنصورة علت فجلت في الآفاق رياضا، والمراكب الإسلامية انقضت فقضت للمسلمين أغراضا. ووافت ووفت فأعادت جواهرها مراكب العدو إعراضا.

وجاءت سواريها كالرواسي، وجواريها محكمة المراسي. ومن شأن شوانيها شن الغارات على الشناة، ومن عادة شلندياتها شل أندية العداة. ومن شيمة حراريقها شيم بوارق لإحراق أهل النار في الماء، ومن عمل مراكبها الحاف مناكب الكفار

رداء الأرداء. من كل جبل يمر مر السحاب، وضامر يشد شد العراب، وعقاب محلق على الشرك في مطار العقاب، وغراب ناعب في أعداء الله بين الأحباب، وهضبة موفية على الهضاب، وقطعة وافية من الكافرين بقطع الرقاب.

وما أحسنها وقد زفت عرائس، وجليت أوانس، وطلعت بأهل الإيمان بواشر، وعلى أهل الكفر عوابس، وعادت بها رسوم مراكب الفرنج دوارس. وخلا وجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015