-[ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه]-
وجد ريحه ولم يظهر لونه ألا إن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يوجد ريحة
(عن أبي كثير حدّثني أبو هريرة) وقال لنا: والله ما خلق الله، أمنا يسمع بي ولا يراني ألا أحبني، قلت: وما عليك بذلك يا أبا هريرة، قال: إن أمي كانت امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلا الإسلام، وكانت تأبي علي، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أكره، فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أبكي، فقلت يا رسول الله: إني كنت أدعو أمي إلا الإسلام وكانت تأبي علي، وأني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم أهد أم أبي هريرة، فخرجت أعدوا أبشرها بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما أتيت الباب إذا هو مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت خشف رجلي يعني وقعها، فقالت يا أبا هريرة، كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها فقالت أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فرجعت إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن، فقلت يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعاءك وقد هدي أم أبي هريرة، وقلت يا رسول أدع الله أن يحبني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ويحبهم ألينا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم حبُ عبيدك هذا وأمه ألي عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما، فما خلق مؤمنًا يسمع بي ولا يراني أو يري أمي إلا وهو يحبني.