-[ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه]-
(326) (عن حبيب بن أبي أوس) قال حدّثني عمرو بن العاص رضي الله عنه من فيه قال. لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالًا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لم تعلمون والله أني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوًا كبيرًا منكرًا، وأني قد رأيت رأيًا فما ترون فيه، قالوا وما رأيت، قال رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا عند النجاشي فإن أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير، فقالوا إن هذا الرأي، قال فقلت لهم فاجمعوا له ما نهدي له وكان أحب ما يهدي إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدمًا كثيرًا فخرجنا حتى قدمنا عليه، فو الله أنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأحابي هذا عمرو بن أمية الضمري، لو دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد، قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبًا، بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئًا، قال قلت نعم أيها الملك قد أهديت لك أدمًا كبيرًا، قال قم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له أيها الملك أني قد رأيت رجلًا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطينيه لأقتله، فإنه