-[نزول براءة عائشة فى قوله تعالى {ان الذين جاءوا بالإفك الآيات}]-
أعلم أني بريئة وأن الله عز وجل مبرئى ببراءتى ولكن الله ما كنت أن ينزل فى شأنى وحى يتلى، ولشأنى كان أحقر فى نفسى من أن يتكلم الله عز وجل فىّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النوم رؤيا يبرئنى الله عز ولجل بها، قالت فوالله ما رام (?) رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه ما كان يأخذه من البرجاء (?) عند الوحى حتى إنه ليتحدر (?) منه مثل الجمان من العرق فى اليوم الشاتى من ثقل القول الذى أنزل عليه، قالت فلما سُرّى (?) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال ابشرى يا عائشة، أمّا الله عز وجل فقد برأك، فقالت لى أمى قومى إليه، فقلت والله لا أقوم إليه (وفى رواية ولا أحمده ولا أحمدكما، لقد سمعتموه فما انكرتموه ولا غيرتموه) ولا أحمد إلا الله عز وجل هو الذى أنزل براءتى، (?) فانزل الله عز وجل {ان الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم) عشر آيات فأنزل الله عز وجل هذه الآيات براءتى، قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره، والله لا أنفق عليه شيئًا أيدًا بعد الذى قال لعائشة، فأنزل الله عز وجل {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة} إلى قوله {ألا تحبون أن يغفر لكم} (?) فقال أبو بكر والله انى لأحب أن يغفر لى، فرجّع إلى مسطح النفقة التى كان ينفق عليه، وقال لا أنزعها منه أبدًا، قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم عن أمرى وما عملتِ أو ما رأيتِ أو ما بلغك، قالت يا رسول الله أحمى سمعى وبصرى، والله ما علمت إلا خيرا، قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فعصمها الله عز وجل بالورع، وطفقت أختها حَمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك، قال ابن شهاب فهذا ما انتهى الينا من أمر هؤلاء الرهط (ومن طريق ثان) (?)