-[قصة الإفك ومحنة عائشة وتفسير آيات الإفك]-

عصبة منكم} عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي. (1) فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا بعد هذا الذي قال لعائشة، فأنزل الله عز وجل: (ولا يأْتل أُولو الفضل منكم والسّعة) إلى قوله: (أَلا تحبون أنْ يغْفِر اللَّه لكم) فقال أبو بكر الصديق والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح لنفقته التي كان ينفق عليه وقال لا انزعها منه ابدًا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري وما

-----

وارتفاعها عن هذا الباطل الذي افتراه قوم ظالمون ولا حجة لهم ولا شبهة فيه (1) أي من قوله تعالى (إن الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم إلى قوله تعالى - ولولا فضل الله عليكم وحمته وأن الله رءوف رحيم) (التفسير) قوله عز وجل (إن الذين جاءوا بالإفك) الافك هو أ [لغ ما يكون من الكذب والافتراء، والمراد هنا أسوأ الكذب والافتراء على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها (عصبة) جماعة من العشرة إلى الأربعين وهم عبد الله بن أبيَّ رأس النفاق وهو الذي تولى كبره منهم أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وإشاعه، وزيد بن رفاعة وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم (منكم) أي من جماعة المسلمين وهم ظنوا أن الإفك وقع من الكفار دون من كان من المؤمنين (لا تحسبوه) أ] ها المؤمنين غير العصبة (شرًا لكم بل هو خير لكم) يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة والرجل الذي رميت به وهو صفوان بن المعطل رضي الله عنه (لكل أمريء منهم) أي عليه (ما اكتسب من الإثم) في ذلك (والذي تولى كبره منهم) أي تحمل معظمه فبدأ الخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله ن أبي سلول رأس المنافقين (له عذاب عظيم) هو النار في الآخرة (لولا) هلا (إذ) حين (سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم) أي بإخوانهم وأهل دينهم، فالمؤمنون كنفس واحدة وهو كقوله ولا تلمزوا أنفسكم (خيرًا) أي عفانًا وصلاحًا، والمعنى كان الواجب على المؤمنين إذ سمعوا قو لأهل الأفك أن يكذبوه ويحسنوا الظن ولا يسرعوا في التهمة وقول الزور فيمن عفوا عليه بأربعة شهداء) أي هلا جاءوا على القذف لو كانوا صادقين بأربعة شهداء (فإذ لم يأتوا الشهداء) الأربعة (فالئك عند الله) أي في حكمه وشريعته (هم الكاذبون) أي القاذفون لأنهم م يأتوا ببينة على قولهم فكانوا كاذبين (ولو فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) لولا هذه لامتناع الشيء لوجود غيره بخلاف ما تقدم، ومعناه لولا أني قضيت أن أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة وأن أترحم عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك، والخطاب للقذفة، وهذا الفضل هو تأخير العذاب وقبول التوبة ممن تاب (إن تلقونه بألسنتكم) أي يرويه بعضهم عن بعض وذلك أن الرجل منهم يلقي الرجل فيقول بلغني كذا وكذا فهل بلغك يعني حديث عائشة حتى شاع فيما بينهم وانتشر فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه (وتقولون بأفواهكم ما يس لكم به علم) أي من غير أن تعلموا أنه حق (وتحسونه هينًا) أي وتظنون أنه سهل لا إثم فيه (وهو عند الله عظيم) أي في الوزر (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك) قيل هو للتعجب وقيل هو للتنزيه (هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015