-[قوله تعالى (تلفح وجوههم النار) وقوله (الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك)]-

ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل (باب تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) (عن أبي سعيد الخدري) (1) عن النبس صلى الله عليه وسلم قال (وهم فيها كالحون) (2) قال تشويه النار 358 فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته (سورة النور) (باب الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) (عن عبد الله بن عمرو) (3) أن رجلًا من المسلمين استأذن نبي الله صلى الله عليه وسلم في امرأة يقال لها أم مهزول كانت تسافح وتشترط له أن تنفق عليه، وأنه استأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر له أمرها، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم (الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) قال أنزلت (الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) (4) قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الإمام أحمد) قال أبي قال عارم سألت معتمرا عن الحضرمي فقال كان قاصًا وقد رأيته

-----

يوقنون أنهم إلى الله صائرون وليس بعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم تفسير، وهذا الحديث حجة لمن قرأ أقر بمد الهمزة والله أعلم (تخريجه) (مذك) وابن أبي حاتم والبغوي في تفسيره وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب) (1) (سنده) حدثنا علي ابن اسحاق حدثنا عبد الله (سعني ابن المبارك) أنا سعيد بن يزيد أن شجاع عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ (2) (التفسير) أول الآية (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) أي تحرق وجوههم النار يروي ابن مردويه بسنده عن أبس الدرداء في قول الله تعالى (تلفح وجوههم النار) قال تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم (وهم فيها كالحون) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني عابسون، وقال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحرص عن عبد الله بن مسعود (وهم فيها كالحون) قال ألم تر إلى الرأس المشيط الذي قد بدا أسنانه وقلصت شفتاه وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب بقوله تشويه النار فتقلص أي ترتفع شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلي حتى تضرب سرته) يريد أن يكون من أقبح الناس منظرا نعوذ بالله من ذلك، وهذا الوعيد الشديد للكفار بدليل قوله تعالى بعد ذلك (ألم تكن آيلتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) (تخريجه) (مذك) والبغوي في التفسير، وقال الترمذي هذل حديث حسن غريب صحيح (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب) (3) (سنده) حدثنا حازم حدثنا مستمرة قال قال أبى حدثنا الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) الخ، وهذا الحديث تقدم بهذا السند والمتن مشروحًا في باب في نكاح الزاني والزانية من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر صحيفة 197 رقم 156 إلى قوله (قال أنزلت الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) ثم قلت في شرحه عقب ذكر هذا الحديث هنا لأجل تفسير الآية لأنها لم تفسر هناك وهذا محل تفسيرها والله الموفق (4) (التفسير) أول الآية (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم الله ذلك على المؤمنين) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة أي لا يطارعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية أو مشركة لا ترى حرمة ذلك وكذلك (الزانية لا ينكحها إلا زان) أي عاص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015