-[تفسير الآيتين من أول سورة الحج وفيه فضل الآمة المحمدية]-

حثو المضى (1) وعرفوا أنه عند قول يقوله (2) فلما تأشبوا حوله قال أتدرون أي يوم ذاك؟ قال ذلك يوم ينادى ادم فيناديه ربه تبارك وتعال يا أدم ابعث بعثا (3) إلى النار فيقول يا رب ما بعث النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعين (4) في النار وواحد في الجنة، قال: فأبلس (5) أصحابه، حتى ما أوضحوا بضاحكة (6) فلما رأى ذلك قال أعملوا وبشروا فو الذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين (7) ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه (8) يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني آدم وبني إبليس، قال فأسري (9) عنهم ثم قال اعملوا وبشروا فو الذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة (10) في جنب البعير أو الرقمة (11)

-----

والشعبي هي من أشراط الساعة وقيام الساعة، وقان للحسن والسدى هذه الزلزلة تكون بيوم القيامة وقال ابن عباس زلزلة الساعة قيامها فتكون معها (يوم ترونها) يعنى الساعة وقيل الزلزلة (تذهل) قال ابن عباس تشغل وقيل تنسى، يقال ذهلت عن كذا إذا تركته واشتغلت بغيرة عنه (كل مرضعة عما أرضعت) أي كل امرأة معها ولد ترضعه، يقال امرأة مرضع بلاهاه. إذا أريد به الصفة مثل حائض وحامل، فإذا أريد به الفعل ادخلوا الها. (وتضع كل ذات حمل حملها) أي تسقط ولدها من هول ذلك اليوم، قال الحسن تذهل المرضعة عن ولدها بغير نظام، وتضع الحامل ما في بطنها بغير تمام، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تتكون في الدنيا لأن بعد البعث لا يكون حمل، ومن قال تكون في القيامة قال هذا على وجه تعظيم الأثر لا على حقيقته كقولهم أصابنا أمر يشيب منه الوليد يريد به شدته (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) قرأ حمزة والكسائي سكرى وما هم بسكرى بلا ألف وهما لغتان في جمع السكران مثل كسلى وكسالى، قال الحسن معناه وترى الناس سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الثواب، وقيل معناه وترى الناس كأنهم سكارى (ولكن عذاب الله شديد) (1) بفتح الميم وكسر الطاء المهملة وتشديد الياء التحتية أي حضوها والمطى جمع مطية وهي الدابة تمطو في سيرها أي تجد وتسرع (2) أي يريد أن يقول قولا (وقوله فلما تأشبوا) أي اجتمعوا والتفوا حوله (3) بفتح الموحدة وسكون المهملة قال الحافظ البعث بمعنى المبعوث، وأصلها في السرايا التي سيبعثها الأمير إلى جهة من الجهات للحرب وغيرها ومعناها هنا مّيَّز أهل النار عن غيرهم، وإنما خص بذلك آدم لكونه والد الجميع ولكونه كان قد عرف أهل السعادة من أهل الشقاوة: فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وعن يمينه أسودة وعن شماله أسودة الحديث (4) هكذا بالأصل (وتسعين) ومثله عند البخاري وهو منسوب بفعل مضمر مفهوم من سياق متن الحديث أي تخرج من كل ألف إلخ (5) أي تحيروا ودهشوا لما اعتراهم من الحزن والخوف (6) أي ما تبسموا، والضواحك الأسنان التي تظهر عند التبسم (7) أي مخلوقتين (8) من التكثير أي جعتله كثيرًا (9) هكذا بالأصل (فأسرى) وعند الترمذي وغيره (فسُرَّى) وهو الظاهر أي كشف وأزيل ما اتعراهم من الشدة والكرب (10) قال في القاموس الشامة علامة تخالف البدن الذي هي فيه جمعة شام وشامات، والشامة أثر أسود في البدن وفي الأرض (11) بسكون القاف قال في النهاية الرقمة هنا الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رقمتان في ذراعيها أهـ وجاء عند البخاري ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود (تخريجه) (مذ نس ك) وصححه الترمذي والحاكم وأقره الذهبي، وروى البخاري نحوه من حديث أبي سعيد الخدري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015