-[تفسير قوله عز وجل (يوم نحشر إلى الرحمن وفدا) وقوله (يا أيها الناس) أول سورة الحج]-

(باب يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) (ز) (عن النعمان بن سعد) (1) قال كنا جلوسا عند علي رضي الله عنه فقرأ هذه الآية (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) قال لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يحشر الوفد على أرجلهم، ولكن بنوق لم ير الخلائق مثلها، عليها رحائل من ذهب فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة (سورة الحج) (باب يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الخ الآيتين (عن عمران حصين) (4) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال وهو في بعض أسفاره (5) وقد تفاوت بين أصحابه السير) رفع بهاتين الآيتين صوته (يا أيها الناس اتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل) حتى بلغ الآيتين (7) قال لما سمع أصحابه بذلك

-----

وتأليه (تخريجه) (ق نس مذ) (باب) (1) (سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني سويد ابن سعبد أخبرنا على بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق حدثنا النعمان بن سعد قال كنا جلوسا الخ (2) (التفسير) (وفدا) أي جماعات جمع وافد مثل ركب وراكب وصحب وصاحب، قال ابن عباس ركبانا، وقال أبو هريرة على الإبل، وقال علي بن أبي طالب ما يحشرون والله على أرجلهم ولكن على نوق رحالها الذهب ونجانب جمع نجيب وهو الفاضل من كل حيوان، سُرُجها بواقيت أن هموا بها صارت وان هموا بها طارت (3) جمع رحل وهو للبعير كالسرج للفرس (وقد ذكر الحافظ ابن كثير) في تفسيره معنى الآية والتي بدعها فقال يخبر تعالى عن أوليائه المتقين الذين خافوه في الدار الدنيا واتبعوا رسله وصدقوهم فيما أخبروهم وأطاعوهم فيما أمروهم به وانتهوا عما عنه زجروهم انه (يحشرهم يوم القيامة وفدا) إليه والوفد هم القادمون ركبانًا ومنه الوفود، وركبوهم على نجائب من نور من مراكب الدار الأخرى وهم قادمون على خير موفود إليه إلى دار كرامته ورضوانه، وأما المجرمون المكذبون للرسل المخالفون لهم فإنهم (ليساقوا عنفًا إلى النار وردا) عطاشًا قاله عطاء وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد، وها هنا يقال (أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا) اهـ (قلت) نديًا بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه والظاهر أن هذه المزبة لمن لم يدخل النار من المؤمنين (تخريجه) الحديث في إسناده عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم، وأورده الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وقال الحاكم في المستدرك صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) وتعقبه الذهبي فقال بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم ولا لخاله النعمان وضعفوه (باب) (4) (سنده) حدثنا يحيى عن هشام ثنا قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين الخ (غريبه) (5) جاء في رواية أخرى لعمران بن حصين أيضًا وأبي سعيد وغيرهما أن هاتين الآيتين نزلتا في غزوة بني المطصلق ليلا (6) أي وقع التفاوت والبعد (7) تكملة الآيتين (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها: وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) (التفسير) قال الإمام البغوي في تفسير قوله عز وجل (يا أيها الناس اتقوا ربكم) أي أحذروا عقابه بطاعته (أن زلزلة الساعة شيء عظيم) والزلزلة والزلزال شدة الحركة على الحالة الهائلة، واختلفوا في هذه الزلزلة فقال علقمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015