-57 -
استحباب الخيلاء في الحرب
-----
أمت أمت وقلت بيدي ليلة إذ سبعة أهل أبيات (باب استحباب الخيلاء في الحرب والنهي عن تمني لقاء العدو والاغتراء بكثرة الجند) (عن محمد بن إبراهيم) أن ابن جابر ابن عتيك حدثه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله ومن الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فالغيرة التي يحب الله الغيرة في الريبة والغيرة التي يبغض الله الغيرة في غيبة ريبة، والخيلاء التي يحب الله، اختيار العبد بنفسه لله عند القتال واختياله بالصدفة، والخبلاء التي يبغض الله، الخيلاء في المفخر والكبر أو كالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن قيس بن بشر التغلبي) قال أخبرني أبي وكان جليسا لأبي الدرداء رضي الله عنه قال كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا فلما قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، ف'فإذا فرغ فغنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله: فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل إلى جنبه لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلان فطعن فقال خذها وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟ قال ما أراه الأبطل أجره، فسمع ذلك آخر فقال ما أرى بذلك بأسا، فتنازعا حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحان، لا بأس أن يحمد ويؤجر (وفي لفظ بل