الصحيح (وعن ابن عباس رضي الله عنهما) قال أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظله بن الراهب وهما جنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الملائكة تغسلها - رواه الطبراني في الكبير وسنده حسن "وروى محمد بن إسحاق" في المغازي باسناده عن عاصم بن عمر بن قتاده عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن صاحبكم لتغسله الملائكة: يعني حنظلة" فسألوا أهله ما شأنه فسئلت صاحبته (أي زوجته) فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهالعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك غسلته الملائكة "والهائعة هي الصوت الشديد" (وأخرجه أيضا) ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي من حديث ابن الزبير والحاكم في الاكليل من حديث ابن عباس بأسناد ضعيف (وعن أبي سلام) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أغرنا على حى من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلا منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوكم يا معشر المسلمين! فابتدره الناس فوجدوه قد مات فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا يار رسول الله أشهيد هو؟ قال نعم وأنا له شهيد، رواه أبو داود وسكت عنه هو والمنذري، وفي إسناده سلام بن أبي سلام وهو مجهول لكن قال أبو داود بعد إخراجه عن سلام المذكور إنما هو عن زيد بن سلام عن جده أبى سلام اهـ. وزيد ثقة قاله الشوكاني (الأحكام) أحاديث الباب تدل على جملة مسائل (منها) أن الشهيد يدفن بثيابه ولا يغسل ولا يصلى عليه (ومنها) جواز دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد (ومنها) أن الشهيد له فضل عظيم وثواب جسيم حتى أن ريح دمه يكون أطيب عند الله تعالى يوم القيامة من ريح المسك (ومما ذكرنا في الشرح) ما يدل على أن من أراد قتل كافر في الجهاد فأصاب نفسه خطأ فمات يكون له حكم الشهيد في دفنه بثيابه وعدم غسله والصلاة عليه (ومنها) أن من مات جنبا من المجاهدين غسلته الملائكة (وقد اختلف العلماء) في بعض مسائل هذا الباب فذكر النووى رحمه الله أن مذهب الشافعية تحريم غسل الشهيد والصلاة عليه، قال وبه قال جمهور العلماء، وهو قول عطاء والنخعي وسليمان ابن موسى ويحيي الأنصاري والحاكم وحماد والليث ومالك وتابعوه من أهل المدينة وأحمد واسحاق وأبو ثور وابن المنذر (وقال سعيد بن المسيب) والحسن البصرى يغسل ويصلى عليه (وقال أبو حنيفة) والثورى والمزني يصلى عليه ولا يغسل، واحتج لأبى حنيفة بأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد وصلى على حمزة صلوات (ومنها) رواية أبي مالك الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد عشرة عشرة في كل عشرة حمزة حتى صلى عليه سبعين صلاة - رواه أبو دواد في المراسيل (وعن شداد بن الهاد)