وقال بعض الظرفاء «1» :
وزهّدنى فى كلّ خير فعلته ... إلى الناس ما جرّبت من قلّة الشكر
إذا أنت لم تنظر لنفسك حظّها ... أحاطت بك الأشياء من حيث لا تدرى
وكان الناس يحبّون أن يحمدوا على ما أولوا، وأن يظهروا الشكر لهم على ما قدّموا، وأن يكون ذلك فى غير وجوههم. ويروى أن أعرابيّا دخل على هشام بن عبد الملك فأثنى عليه، فقال: إنا لا نحب أن نمدح فى وجوهنا، قال: لست أمدحك، ولكنى أحمد الله فيك، وأنشد:
شكرى كفعلك «2» فانظر فى عواقبه ... تعرف بفضلك ما عندى من الشّكر
وقال آخر «3» :
فلو كان للشكر شخص يبين ... إذا ما تأمّله الناظر
لمثّلته لك حتى تراه ... فتعلم أنّى امرؤ شاكر
وقال آخر:
كنت أثنى على معاوية الأو ... سىّ قبل العطاء خير الثناء
فأرانى بعد البلاء تناهي ... ت وخير الثناء بعد البلاء
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال لى جبرائيل عليه السلام: من أسديت إليه معروفا فكافأ فذاك، ومن عجز عن ذلك فأثنى فقد كافأ» . وأنشد:
ثمن الصنيعة شكر صاحبها ... والشكر شىء ما له ثمن