الفاضل (صفحة 97)

زاد معروفك عندى عظما ... أنّه عندك مستور حقير

تتناساه كأن لم تأته ... وهو عند الله مشكور كبير

وقال آخر «1» :

لأشكرنّك معروفا هممت به ... إنّ اهتمامك بالمعروف معروف

ولا ألومك إن لم يمضه قدر ... فالشىء بالقدر المجلوب مصروف

وكان معاوية يقول: من همّ بالمعروف ثم عجز عنه فقد وجب شكره، ويروى عن سليمان التّيمى «2» أنه قال: إن الله أنعم على العباد بقدر قدرته، وكلّفهم من الشكر بقدر طاقتهم. وشكر أعرابىّ رجلا أولاه جميلا فقال له: لا ابتلاك الله ببلاء يعجز عنه صبرك، وأنعم عليك نعمة يعجز عنها شكرك. وكان عمر بن عبد العزيز يقول: قيّدوا النعم بالشكر، والعلم بالكتابة. وقالت هند بنة المهلّب: اغتنموا شكر النعمة قبل زوالها. وقال محمود الورّاق «3» :

أعارك ماله لتقوم فيه ... بطاعته وتقضى فضل حقّه

فلم تشكره نعمته ولكن ... قويت على معاصيه برزقه

تجاهره بها عودا وبدءا ... وتستخفى بها من شرّ خلقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015