الفاضل (صفحة 99)

وقال آخر «1» :

ولا يشترى الحمد أمنيّة ... ولا يشترى الحمد بالمقصر

ولكنّه يشترى غاليا ... فمن يعط أثمانه يشتر

ومن يعتطفه على مئزر ... فنعم الرداء على مئزر

ويروى أن عبد الله «2» بن العباس- وكان من الأجواد- أمر لسائل سأله بعشرة آلاف درهم، فصبّت فى حجره فتخرّق ثوبه، فبكى، فقال له: أعلى قميصك تبكى؟

فقال: لا والله ولكن على ما يأكل التراب منك، فقال: شكرك أحسن من صنيعتنا، يا غلام أعطه مثلها. ويروى عن «3» بعض الحكماء أنه قال: من شكر استحقّ الإحسان، ومن أحسن استحقّ الشكر. ولقد أحسن أبو نواس حيث يقول فى كلمة له «4» :

أنت امرؤ طوّقتنى مننا ... أوهت قوى شكرى فقد ضعفا

لا تسدينّ إلىّ عارفة ... حتّى أقوم بشكر ما سلفا

وقال آخر «5» :

سأشكر عمرا ما تراخت منيّتى ... أيادى لم تمنن وإن هى جلّت

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلّت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015