إلى خريم «1» ، فضمن له أن ترضى عنه، وضمن له عبد الملك قضاء جميع ما يسأله إن وقع ذلك، فمضى خريم إلى بابها وشقّ جيبه وجعل التراب على رأسه، فسئل عن خبره فذكر أن أحد ابنيه وثب على أخيه ليضربه فقتله إما عمدا أو خطأ، فبلغ الخبر عبد الملك فحكم بقتل القاتل، فيذهب منه ابنان، وهو بتأديب ابنه أحقّ، وذكر لها حرمته بيزيد وبها، فأرسلت إليه تعلمه أنها مغاضبة لعبد الملك، فازداد عويلا وبكاء، فرحمته، وأرسلت بخادم يتعرف خبر عبد الملك، فسرّ وسرّى عنه، وأقبلت أمّ البنين تتهادى بين وصائفها حتى تمثلت بين يديه، ثم قالت له: [ما كان من حقّك أن أبتدئك بالكلام، ولكن] جور حكمك حملنى على ذلك، لم حكمت بقتل ابن خريم، لأنه قتل أخاه؟ أليس أبوه أحقّ بتأديب ابنه منك؟ ففطن عبد الملك للحيلة، فقال لها: إنى لا أمكن رعاياى من أن يقتل بعضها بعضا، قالت: فهبه لى، قال فادخلى البيت، فدخلت، وألقى السّتر، قال خريم فجئت عبد الملك فقلت: كأنى بها قد قالت كذا، قال: نعم وألقى الستر، قال خريم: الوعد، قال: فما حاجتك؟
قال: تقطعنى كذا، قال: نعم أفعل، وتثبت ابنى فى العطاء، قال: أفعل، وقضى حاجته.
وحدثنى مسعود بن بشر أن عبد الملك وجّه بخادم له «2» إلى أمّ البنين يسألها أن تصير إليه، فأخذت فى زينتها، وطال اختلاف الخادم إليه، فبصرت به عثامة