ومشت. فلما رجعت حبّى إليهم أعلمتهم بما رجعت به منهن ومن عائشة، فقالوا:
كيف رأيتها حين تجرّدت؟ قالت: مشت فما بقيت فى بدنها شحمة إلا تحرّكت، فتزوّجها مصعب بن الزبير، فشرطت عليه ألّا تستر وجهها عن أحد، وقالت:
لا أخفى ما رزقنيه الله من الجمال.
وقال الهيثم بن عدىّ «1» : أخبرنا يونس «2» بن إسحاق قال: كان الجمال من أهل الكوفة فى ثلاثة نفر: الأشعث بن قيس الكندىّ، وعدىّ بن حاتم الطائىّ، وجرير ابن عبد الله البجلىّ، فدخلت مأدبة فى السّبيع «3» فرأيت هؤلاء الثلاثة، فما رأيت بيض نعام ولا طريدة ظبى ولا تمثالا إلا وما رأيت من هؤلاء الثلاثة أحسن.
وقال الهيثم: وكلّ أعور. قال يونس: فأما الأشعث بن قيس فأصيبت عينه يوم اليرموك، وأما عدىّ بن حاتم فأصيبت عينه يوم الجمل، وأما جرير فأصيبت عينه بهمذان «4» .
حدّثنى الرّياشىّ عن الأصمعى قال: كانت أم البنين «5» بنت يزيد بن معاوية عند عبد الملك ابن مروان، وكانت من أحسن الناس وجها وأتمّهم خلقا، ويروى أنه وقع بينها وبينه هجرة فى أمر الدخول إليها، فمنعته من ذلك، فعسر عليه رضاها، فشكا أمره