جارية عبد الملك، فسألته عن خبره، فأعلمها انتظار عبد الملك لأمّ البنين واحتباسها عنه، فقالت له: إن أدّيت اليه ما أقول فلك عشرة آلاف درهم، فقالت: قل له:
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى
فأخبر الخادم عبد الملك، فأرسل إليها وخلابها دون أمّ البنين.
وتحدّث عمر بن شبّة «1» عن رجاله أن عليّة «2» بنت المهدى كانت من أحسن النساء وجها وأتمّهن خلقا وأسهلهنّ شعرا، ولم يكن فيها عيب «3» غير سعة فى جبينها، فاتّخذت العصائب من الجوهر وغيره، واستعملها الناس بعدها. وكانت تحبّ خادما للرشيد يقال له طلّ، فبلغه الخبر، فحلف عليها ألّا تسمّى باسمه، فقرأت يوما: فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ
فالذى نهاها عنه أمير المؤمنين وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
. فبلغه ذلك فقال: أبت إلا ظرفا وكانت تحب خادما له يقال له رشأ، فصحّفت اسمه وقالت «4» فيه:
وجد الفؤاد بزينبا ... وجدا شديدا متعبا «5»