ابن عباس رحمة الله عليه قال: قدم الوليد بن عتبة المدينة «1» فكأنّ وجهه ورقة مصحف، وكأن منطقه نظم خرز، فلم يبق بها راجل إلا حمله، ولا فقير إلا أعطاه.
وذكر النّسابون أن لبابة بنت عبد الله بن عباس كانت عند عباس «2» بن على بن أبى طالب فولدت له عبيد الله بن العباس، ثم قتل عنها مع الحسين بن على صلوات الله عليهما، فتزوّجها الوليد بن عتبة وهو يومئذ أمير المدينة ومكة، فولدت له القاسم ابن الوليد، وملك عنها الوليد، فتزوّجها زيد بن حسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام «3» .
ويروى أن عبد الله «4» بن جعفر والحسين بن على وعبد الله بن عمر ومصعب ابن الزبير وجّهوا بحبّى «5» المدنيّة الى أربع نسوة تخطبهن لهم: عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين، وأمّ البنين، وامرأة ذهب عنى اسمها، فأتتهن حبّى وأعلمتهن بما قصدت له، فكلّ قال [ما] فيمن ذكرت أحد يرغب عنه، قالت لهن:
ولكن بينى وبينكن شريطة، قلن: وما هى؟ قالت: تمشى كل واحدة منكن بين يدىّ متجرّدة، فأبين عليها، فأدلّت عائشة بنت طلحة بما عندها من الجمال، فتجرّدت