وكان يقال لعلىّ بن الحسين: ذو الخيرتين «1» ، لأنّ أمّه كانت ابنة يزدجرد، وتأويل ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله عز وجل من خلقه خيرتين: من العرب قريش، ومن العجم فارس» . وكان الأصمعىّ يحدّث أن ابنة يزدجرد جاءت علىّ بن أبى طالب فى مائة وصيفة، فقال علىّ: أكرموها فإنها حديثة عهد بنعمة فقال لها: تزوّجى بالحسين ابنى، فقالت: بل أتزوّجك أنت، فقال لها: الحسين شابّ، وهو أحق بالتزويج منّى، قالت: مثلى لا يملكه من يملك. وزعم عمر ابن الخطاب أنه ليس أحد أذكى من أولاد السرارىّ، لأن لهم عزّ العرب وتدبير العجم. ويقال لولد السّرّية الهجين، وهو الّذى أمّه أمة وأبوه عربىّ شريف.
وأنشدنى الرياشىّ «2» :
إن أولاد السّرارى ... كثروا يا ربّ فينا
ربّ أدخلنى بلادا ... لا أرى فيها هجينا
حدّثنى مسعود بن بشر فى إسناد متصل قال: اجتمع الفرزدق وجرير والأخطل والبعيث بباب بشر بن مروان بالكوفة، فدخل عليه داخل فأخبره بمكانهم، وأعلمه أنه لم ير مثلهم بباب ملك قطّ، فأذن للفرزدق ثم لجرير ثم للأخطل، وأمسك عن البعيث، فقال له الرجل: إن البعيث معهم، فقال: إنه ليس كهؤلاء، ثم أذن للبعيث، فلما دخل مثل بين يديه فقال: أيها الأمير، إن الناس قد تحدّثوا بالباب أنك أذنت لهؤلاء لفضل رأيته لهم علىّ، قال: أو ما تعلم ذاك؟ قال: لا والله ولا الله يعلمه، قال: فأنشدنى، [قال] : أو أخبرك من معايبهم بما تستغنى به عن