استقبلته أقعى، وإن استعرضته استوى، وإذا عدا دحا، وإذا مشى ردى «1» ، قلت «2» : وما الرّديان؟ قال: مشى الحمار بين آريّه ومتمعّكه «3» . وقالت الأنصار: فقدنا صدقة السرّ مذ مات علىّ بن الحسين صلوات الله عليه.
وحدّثنى مسعود بن بشر قال: قال طاوس: رأيت علىّ بن الحسين ساجدا فى المسجد بمكة، فقلت: رجل من آل النبىّ عليه السلام، أمضى فأصلّى خلفه، فمضيت فدنوت منه، فسمعته يقول: «عبدك بفنائك، فقيرك بفنائك، مسكينك بفنائك» . فتعلّمتهنّ فما دعوت بها فى كرب قطّ إلّا فرّج عنّى.
وحدّثنى التوّزىّ عمّن حدّثه قال: قال علىّ بن الحسين: لقد ابيضّت عينا يعقوب من أقلّ ممّا نالنى، وذلك أنه فقد واحدا من اثنى عشر، وأنا رأيت ثلاثة عشر من لحمتى قتلوا بين يدىّ.
وروى عن جابر بن سليمان الأنصارى عن عمه عثمان بن صفوان الأنصارى قال: خرجنا فى جنازة علىّ بن الحسين رحمة الله عليهما، فتبعتنا ناقته تخطّ الأرض بزمامها، فلمّا صلّينا عليه ودفنّاه أقبلت تحنّ وتتردّد وتريد قبره، فأوسعنا لها، فجاءت حتى بركت عليه وجعلت تفحص بكر كرتها «4» وتحنّ، فو الله ما بقى أحد إلا بكى وانتحب، وقال: وبلغنا أنه حجّ عليها ثمانى عشرة حجة أو تسع عشرة حجة لم يقرعها بعصا.