مَنْ مُبْلِغُ الشَّعَرِاءَ عن أَخَوَيْهِمُ ... نَبَأً فَتَصْدُقَهُمْ بذاك الأَنْفُسُ
أَوْدِى الَّذِي عَلِقَ الصَّحِيفَةَ منهما ... ونَجَا حِذَارَ حِبائه المُتَلَمِّسُ
هذا شيء يَتمثلُ به العرب على المَزح ولا أصل له. زعموا أن الأرنب وجدت تمرة فاختلسها الثعلب منها فأكلها. فانطلقت به إلى الضبِّ يختصمان إليه. فقالت الأرنب: يا أبا الحُسَيْل؟ فقال: سميعاً دعوتِ. قالت: أتيناك لِنَحْتَكم إليك فاخرُج إلينا. قال: في بيته يؤتى الحكم! قالت: إني وجدت تمرة. قال: حُلوة فكليها. قالت: فاختلسها الثعلب من فأكلها. قال: لنفسه بغَىَ الخير. قالت: فلطَمته. قال: بحقك أخذتِ. قالت فَلَطمني. قال: حرٌّ انتصر. قالت: فاقض بيننا. قال: حَدِّث الرعْناء بحديثَين فإن أبَتْ فارْبَعْ. فذهب هذا كله مثلاً. ومعنى ارْبَعْ: أمسِكْ وكُفَّ.
قال الأصمعي: هو الذي يدخل على القوم من غير أن يدعوه. وهو مأخوذ من الطَّفْلِ وهو إقبال الليل على النهار بظُلمته. وقال أبو عمرو: الطُفَل الظُلمة بعينها وأنشد لابن هَرْمَة: