ليْتَ شِعْرِي متى تَخُبّ بِي النَّا ... قَةُ نحو العُذيبِ فالصنِّينِ
مُحْقِباً زُكْرَةً وخبزَ رُقاقٍ ... وحَباقَى وقطعةً مِنْ نُونِ
فزعموا أن النعمان قعد ذات يوم في مجلسه ضاحكاً فأنى بحمار وحشٍ، فدعا بفرسه اليَحموم فقال احملوا سعداً على اليحموم وأعطوه مِطْرَداً وخلّوا عن هذا الحمار حتى يطلبه سعد فيصرعه. فقال سعد: إني إذاً أُصرعُ عن الفرس. فقال النعمان: والله لتحْمِلنَّهُ. فُحمل على اليحموم ودُفع إليه المطرد وخُلّى الحمار، فنظر سعد إلى بعض بنيه قائماً في النظَّارة فقال: بأبي وجوه اليتامي. فأرسلها مثلاً. فألقى الرُمح وتعلّق بمعْرَفة الفرس: فضحك النعمان، ثم أُدرِك فأُنزِل. فقال سعد القرقرة:
نَحنُ بغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا ... مِنَّا بجَرْيِ الجِياد في السَّلَفِ
يا لَهْفَ أُمِّي فكيف أطْعَنُه ... مُستمسِكاً واليدان في العُرُفِ
قد كنتُ أدركتُه فأَدْركَنِي ... للصَّيْدِ جَدٌّ من مَعْشَرٍ عُنُفِ
أول من قال ذلك: مسافِرُ بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس. وكان أتى النعمان بن المنذر يستميحه فأنزله وأكرمه. وكانت هند بنت عتبة قالت له: إذا رجعت بجائزة النعمان تزوجتك. فبينا هو ذات يوم إذ قدم عليه قادم من مكة فسأله