أول ما قيل ذلك لرجل من طَسْم، وكان له كلب، وكان يسقيه اللبن ويُطعمه اللحم ويُسمّنه. يرجو أن يُصيب به خيراً أو يحرسه. وبعضهم يقول: أن يصيد به أو يحرسه. فأتاه ذات يوم وهو جائع فوثب عليه الكلب فأكله. فقيل: سمّن كلبك يأكلك. فذهبت مثلاً. وقال بعض الشعراء:
كَكَلْبِ طَسْمٍ وقد تَربَّبَهُ ... يَعُلُّه بالحَلِيبِ في الغَلَسِ
ظَلَّ عليه يوماً يُفَرْفِرُهُ ... إنْ لا يَلَغْ في الدِّماءِ يَنْتَهِسِ
وقال مالك بن أسماء:
هُمُ سَمَّنُوا كَلْبَاً ليأْكُلَ بَعضَهُم ... ولو فَعَلُوا بالحَزْمِ مَا سَمَّنُوا كَلْباً
وقال عَوف بن الأحوص:
أرانِي وقَيْساً كالمُسَمِّن كلْبَهُ ... فَخَدَّشَهُ أنيابُه وأظافِرُهُ
أول من قاله أخ للنعمان من الرضاعة يقال له سعدُ القَرْقَرة، من أهل هَجَر. وكان أضحكَ الناس وأبطَلهم. وكان يُضحِك النعمان ويعجبه. وسعد القرقرة الذي يقول: