فخاف الطلب فأسرع السير. فقال له أصحابه: اقسِمْ بيننا غنيمتنا. قال: إني أخاف أن تشغلكم القسمة فيدرككم الطلب فتهلكوا. فأعادوا ذلك عليه مراراً، فلما رآهم لا يفعلون قال: إذا عزّ أخوك فهُنْ. فأرسلها مثلاً. وتابعهم على القِسمة.
أول من قال ذلك الحارث بن عباد بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة. وكان طلَّق بعض نسائه من بعد ما أسنَّ. فخلف عليها من بعده رجل، فكانت تُظهر له من الوَجْد به ما لم تكن تُظهر للحارث. فلقي زوجها الحارث فأخبره بمنزلته منها. فقال له الحارث: عِش رجباً ترَ عجباً. كأنه قال: عش رجباً بعد رجب. حكى ذلك أبو الحسن الطوسيّ.
أول من قال ذلك المنذر بن ماء السماء. وكان حديثه أنّ كُبيْش بن جابر بن قَطَن بن نهشل بن دارِم بن مالك بن حنظلة كان عرض لأمةٍ لِزُرارة