فقال: ثكلٌ وغدرٌ أنتَ بينهما ... فاخترْ وما فيهما حظٌّ لمختارِ
فشكَّ غيرَ طويلٍ، ثم قالَ لهُ: ... اقتلْ أسيرك إنّي مانعٌ جاري
فضرب قوله: وما فيهما حظٌّ لمختارِ مثلاً.
أول من قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عزة الشاعر. واسمه عمرو بن عبد الله بن عمر الجمحي.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسره يوم بدر فقال: يا محمد إني رجل معيل، وإنما خرجت معهم ليعطوني ما أعود به على عيالي. فمنَّ عليه وحذره أن يعود. فضمن له ألا يكثر عليه جمعاً. فلما كان يوم أحد خرج فيمن تألب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذه رسول الله ولم يأسر يومئذ سواه.
فقال: يا محمد منَّ علي فإني حملت على الخروج عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. لا تأتي مكة تمسح عارضيك وتقول: خدعت محمداً مرتين) . ثم أمر عاصم بن ثابت بن الأقلح فضرب عنقه.
ومعنى الكلام: أن المؤمن فطن لا يخدعه إنسان مرتين.