أخٌ لم تكنْ أمنا أمه ... وكان أبانا أبٌ واحدُ
تداركني رأفةً حاتمٌ ... فنعمَ المريبُ والوالدُ
ثم إن شاكراً سأل عنه فأخبر بمكانه فاشتراه منهم. فلما رجع به، قال أبوه: اسعَ بجدك لا بكدك. فذهبت مثلاً.
أول من قال ذلك: العجماء بنت السعدية علقمة. وكانت خرجت وثلاث نسوة من بني سعد في ليلة طلقةٍ ليتحدثن، فأتين روضة، فلما اطمأن بهن المجلس أخذن في الحديث فقلن: أي النساء أفضل؟ قالت إحداهن: خير النساء الخريدة الودود الولود. قالت الأخرى: بل خير النساء ذات الغنى، وطيب النثا وحسن الحيا.
فالت الأخرى: خير النساء الشموع الجموع، الحصان القنوع. قالت الأخرى: بل خيرهن الجامعة لأهلها، المانعة الرافعة الواضعة.
قلن: فأي الرجال خير؟ قالت إحداهن: الحظي الرضى القنوع، غير الحظال ولا التبال. قالت الأخرى: بل خر الرجال الوطي السني، الذي يكرم الحرة ولا يجمع الضرة. قالت الأخرى: بل خير الرجال الغني المقيم، الراضي لا يلوم. قالت الأخرى: وأبيكن إن في أبي لنعتكن. قالت العجماء: كل فتاة بأبيها معجبة.
الحظال: الشديد الغيرة. يقال: قد حظل على امرأته.