مأخوذ من قولهم: سَبَعْتُ الوحش أي ذَعَرْتُها. تقول: ذَعَرْته كما يَذعره السبعُ. وقال الطِّرِمَّاح يصف ذئباً:
فَلَمَّا عَوَى لَفْتَ الشِّمالِ سَبَعْتُهُ ... كما أنا أحْياناً لَهُنَّ سَبُوعُ
قال ابن الأعرابي: معناه بكى حتى انقطع بكاؤه من كثرة ما بكى. ويقال فَحَمَ وأُفحِمَ إذا انقطع. ومنه قولُهم: ناظَرْتُه حتى أفْحَمته. ولهذا قيل للذي لا يقول الشِّعر مُفحَم، لأنه انقطع عن قول الشِّعر. ويقال: معنى فَحَم أي كَمِدَ واسودَّ وجهه من كثرة البكاء.
أي ذهب ما في بَدَنه وضعُف. قال الفرّاء وغيره: هو مأخوذ من قولهم: رَزَح البعير إذا هُزِل حتى لا يكون به نهوضٌ، فشُبّه الرجل الذي ضعُف حتى لا يقدر على النهوض بذلك. وهو كقولهم: لَصِق بالأرض. وقال الطِّرِمَّاح:
إذَا القَرْمُ بَادَرَ دِفءَ العَشيِّ ... ورَاحَتْ طَرُوقَتُه رَازِحَهْ
وقال غير الفرّاء: الرَّزاح مأخوذ من المَرْزَح وهو المُطمئن من الأرض. فكأن الضعيف قد لصِق بذلك ليس يمكنه النهوض إلى ما علا. وقال الطرِمَّاح:
كأنَّ الدُّجَى دُون البِلادِ مُوَكَّلٌ ... يَنِمُ بِجَنْبَيْ كُلِّ علْوٍ ومَرْزَحِ