النعمانُ الوفودَ بَعَثَ إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوفْد. فقال النابغة حين بلغه ذلك: ربّ ساعً لقاعِد. وقال النعمان:
أَبْقَيْتَ للعَبْسِيّ فَضْلاً ونِعْمَةً ... ومَحْمَدَةً من باقياتِ المَحامِدِ
حِباء شَقِيقٍ فوق أَعْظُمِ قَبْرهِ ... وما كان يُحْبَى قَبْرُ وافِدِ
أَتَى أَهْلَه منه حِباءٌ وَنِعْمَةٌ ... وربّ امرىءٍ ساعٍ لآخَر قاعِدِ
قال أبو عبيدة: أول ما قيل ذلك للجّاج بن عتيقٍ الثقفي. وكان زياد بن أبيه ولاَّه بناء دار الإمارة بالبصرة والمسجد الجامع بها. فظهرت له أموالٌ وحال لم تكن. فقيل حَبَّذَا الإِماَرهْ وَلَوْ على الحِجارهْ. واقل مُصعب بن عبد الله الزبيري إنما قال ذلك عبد الله بن خالد بن أسِيد بن أبي أُمية، وقال لابنه ابنِ لي داراً بمكة واتخِذ فيها منزلاً لنفسك ففعل. فدخل عبد الله الدار فإذا فيها منزل قد أجاده وحسَّنه بالحجارة المنقوشة. فقال: لمن هذا المنزل؟ فقال: هذا المنزل الذي أعطيتني. فقال عبد الله: حَبَّذَا الإِماَرهْ وَلَوْ على الحِجارهْ.
أول من قال ذلك كعب بن زهير بن أبي سُلْمى. وكان الحارث بن وَرْقاء الصيداوي أغار على بني غطَفانَ فاستاق إبل زهير وراعيه يساراً فقال: