أخيه وناما. وانصرف الحارث إلى رحله. فلما هدأَت العيون خرج الحارث بسيفه شاهره حتى أتى قبة خالد فهتك شرجها بسيفه. ودخل فرأى خالداً نائماً وأخوه إلى جنبه، فأيقظ خالداً فاستوى قائماً. فقال له الحارث: يا خالد أظننت أن دم زهيرٍ كان سائغاً لك، وعلاه بسيفه حتى قتله. وانتبه عُتبة أخوه، فقال له الحارث: لئِن نَبَسْتَ لأُلحِقنَّكَ به. وانصرف الحارث فركب فرسه ومضى على وجهه. وخرج عتبة صارخاً حتى أتى باب النعمان فنادى يا سوَْء جِواره. فأجيب لا رَوْعَ عليك. فقال: دخل الحارث على خالد فقتله وأخْفَر المَلِك جِواره. فوجّه النعما في أثره بفوارس، فلحقوه سَحَر، فعطف عليهم فقتل منهم جماعة. وكثروا عليه، فجعل لا يقصد لجماعة إلا فرَّقها ولا لفارس إلا قَتَله. وهو يرتجز:
أنا أبو لَيْلِى وسَيْفِيَ المَعْلُوبْ ... مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وهَذَا أَثَرُه
فأرسلها مثلاً. وارتدعَ القوم عنه وانصرفوا إلى النعمان.
المَعلوب: المشدود بالعلباء لئلا يضطرب السيف. والعِلباء: العَصَبة الصفراء التي تكون في العُنُق. وهما العِلباوان.
أول من قال ذلك فاطمة بنت مُرّ الخَثْعَميَّة. وكان من حديثها فيما ذكر هشام بن الكلبي عن رجال خَثعَم. قالوا: كانت فاطمة بنت مرّ بمكة. وكانت قد قرأت