لأصحابه: أكذلك هو؟ قالوا نعم. إنه مع ما ترين لمنيع الحليلة، وتتّقيه القبيلة. قالت: أجمل جَمالٍ، وأَكملُ كمالٍ. قد رضيتُ به. فزوّجوها إياه.
أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير، كان عنيفاً على أهل مملكته يغصبهم أموالهم ويسلبهم ما في أيديهم. وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك، وأن امرأته سمعت أصوات السؤَّال فقالت: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن من العيش الرَغْد، وإني لأخاف أن يكونوا عليك سِباعاً وقد كانوا لدينا أتباعاً! فردّ عليها: جوِّع كلبك يتبعك. فأرسلها مثلاً. فلبث بذلك زماناً ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسِم فيهم شيئاً، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وكان أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من هذا الجَهد ونحن نكره خروج المُلْك منكم أهل البيت إلى غيركم، فساعدنا على قتل أخيك واجْلِس مكانه. وعَرَف بغيه واعتداءه عليهم فأجابهم إلى ذلك. فوثبوا عليه فقتلوه. فمرّ به عامر بن جَذيمة وهو مقتول، وقد سمع بقوله جوع كلبك يتبعك، فقال: ربما أكل الكلب مؤدِّبَه إذا لم ينلْ شِبَعَه. فأرسلها مثلاً.
أول من قال ذلك سهْل بن مالك الفزاري. وذلك أنه خرج يومئذ فمرّ ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي فقيل له: حارثة بن لأْم. فأمَّ رحله فلم يُصبه شاهداً