فَقَدْ ذُقْتُ يا جَحْشَ بن سَوْدَةَ ضَرْبَتِي ... وَجَرَّبْتَنِي إِنْ كنتَ م القَتْلِ في شَكِّ
تركتُ جُحَيْشاً ثاوِياً ذا نَوائِحٍ ... خَضِيبَ دَمٍ جاراتُه حَ، لَه تَبْكِي
تُرِنُّ عليه أمُّه بانْتِحابها ... وتَقْشِرُ جِلْدَيْ مَحْجَرَيْها من الحَكِّ
لِيَرْفَعَ أَقْوَاماً حُلُولِيَ فيهِمُ ... ويُزرِي بِقَوْمٍ إِن تركتُهُم تَرْكِي
وحِصْني سَراةُ الطِّرْفِ والسَّيفُ مَعْقِلي ... وعِطْري غُبارُ الحَرْبِ لا عَبَقُ المِسكِ
تَتُوقُ غَداةَ الرَّوْعِ نَفْسِي إلى الوَغَى ... كَتَوْقِ القَطَا يَسْمُو إلى الوَشَلِ الرَّكِّ
ولَسْتُ بِرِعْدِيدٍ إذا راعَ مُعْضِلٌ ... ولا في نَوادِي القَوْم بالضَّيِّقِ المَسْكِ
وكم مَلِكٍ جَدَّلْتُه بِمُهَنَّدٍ ... وسَابِغَةٍ بَيْضَاء مُحْكَمَةِ السَّكِّ
فأقام في أخواله زماناً. ثم خرج مع بني خاله في جماعة من فتيانهم يتصيدون فحمل مُعاذ على عَيْرٍ فلحقه ابن خال له يقال له الغضبان، فقال: خلِّ علن العَيْر. قال: لا. ولا نَعْمَةَ عَيْن. قال الغضبان: أما والله لو كان فيك خيرٌ ما تركت قومك فقال مُعاذ: زُر غِبَّاً تزْدَد حُبّاً. فأرسلها مثلاً. ثم أتى قومه فأراد أهل المقتول قتله، فقال لهم قومه: لا تقتلوا فارسكم وإن ظلم. فقبلوا منه الدية.
أول من قال ذلك كَلْحَب بن شُؤْبوب الأسدي، وكان خبَّاً عاتياً، وكان يُغير على طيء وحده. وأن حارثة بن لأْمٍ الطائي دعا رجلاً من قومه يقال له عِتْرِم فقال له: أما تستطيع أن تكفيني هذا الخبيث؟ فقال: بلى! ثم أرسل عشرة عُيوناً عليه.