أي عند أول كلمة، ويقال: التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أول كلمة. ويقال: رجع على حافرته أي في طريقه الأولى. وقال الله تعالى: يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُوُنَ في الَحافِرَةِ، أي في الخلقة الأولى، أي نحيا بعد موتنا. وقال الشاعر:
أحافِرَةً على صَلَعٍ وَشَيْبٍ ... مَعَاذَ اللهِ مِنْ سَفَهٍ وعارِ
أي أأرجع إلى الصِّبا، وأول أمري بعد أن كبرت؟! وقال الفرّاء: معنى النقْد عند الحافِرة - إذا قال قد بعتك عليه بالثَمَن. وقال الفرّاء: وبعضهم يقول النقْدُ عند الحافِر. قال: وسألت بعض العرب فقال: يُريد عند حافر الفرس. وهذا المثل جرى في الخيل ثم استُعمل في غيرها. وقال بعضهم: معناه النقد عند التقليب والرضا، وهو مأخوذ من حفر الأرض، لأن الحافر يخْبُر الأرض ويعرف أطيِّبة هي أم لا. وقال بعضهم: الحافرة الأرض ولا أعرف للأرض في هذا الموضع وجهاً.
قال الأصمعيّ: المعنى تركه ليس فيه شيءٌ يُنتفع به، لأن الحمار لا يُؤكل من بطنه شيء. وقال ابن الكلبي: حمار: رجل من العمالقة كان له بنون، ووادٍ خصب، وكان حَسَنَ الطريقة. فسافر بنوه في بعض أسفارهم فأصابتهم صاعقة فأحرقتهم، فكفر بالله جل وعز وقال: لا أعبد رباً أحرق بنيَّ، وأخذ في عبادة الأوثان فسلّط الله