هل لقيت سعد بن خَشرم في حيّ يربوع. قال: أنا سعد فهل تدُلّ على اللُجيج بن شُنيف اليربوعي. قال أنا هو. فحيّاه وتساءلا. فقال له اللُجيج: أتيتك من أرضٍ نائية، أسري مع السارية، لأخبرك بالداهية، في أرض العالية. قال سعد: هاتِ لأمّك الخير. اصدقني خَبرك، أتَّبِع أثَرَك، وأسُرَّ نَفَرَك، وتَحْمَد سفرك. قال: أدُلّك على الرغيبَة. قال سعد: الدالُّ على الخير كفاعله. فوافق قوله قول الأعمى. فأخبره الخبر وانطلقا حتى أتيا الرجل وهو قاعدٌ في مكانه. فقال له اللُجيج: هذا سعد بن خَشرم، فأعطه ماله ولا تَظلِم. فقال له: نعم. اقبض مالك. فأقبلا بالمال. وأعطى سعدٌ اللُجيج من المال حُكمَه.
أول من قال ذلك حَذام ابنة الديّان. وذلك أنّ عاطس بن خلاَّج بن سهم بن شمر بن ذي الجناح سار إلى أبيها في حِمْيَر وخَثعَم وجُعْفيّ وهَمَدان، فلقيَهم الديَّان في أربعة عشر حيّاً من أحياء اليمن. فاقتتلوا قتالاً شديداً ثم تحاجزوا. وأن الديَّان خرج تحت ليلة وأصحابه هُرَّاباً. فساروا يومهم وليلتهم ثم عسكروا. فأصبح عاطس فغدا لقتالهم فإذا الأرض منهم بلاقِع، فجرَّد خيله في الطلب. فانتهوا إلى عسكر الديَّان ليلاً، فلما كانوا قريباً منهم أثاروا القطا فمرت بأصحاب الديَّان، فخرجت حذام ابنة الديَّان إلى قومها فقالت: