وكُنْتُ إذا جَارِي دَعا لمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ السَّاقَ مِئْزَرِي
كان الأصل: مَضْيُفَة أي أمر ينزل به من الضيافة. والياء حرف إعراب والضمة حرف إعراب فاستثقلوا ذلك، فنقلوا الضمة إلى الضاد وبقيت الياء ساكنة فانقلبت واواً للضمة التي قبلها. قال: وتكون مَفْعَلة من الأَوْن وهو الدَّعة والسكون. وقال الراجز:
غَيَّر يا بِنْتَ الحُلَيْس لَوْنِي ... مَرُّ الليالِي واختلاف الجَوْنِ
وسَفَرٌ كان قليلَ الأَوْنِ
أي الراحة والدَّعَة. فكأن المعنى أن قيامه يُسكّن عياله ويُوَدِّعهم. وكان الأصل مأْونة، فالواو حرف إعراب والضمة حرف إعراب فاستثقلوا إعراباً على إعراب، فنقلوا الضمة إلى الهمزة فصارت مؤونة. قال: وتكون أيضاً فعولة من مُنْتُ القوم إذا قمت بأمورهم، هُمِزت الواو لما انضمت لأنهم يستثقلون الضمة على الواو فهمزت لتحتمل الضمة كما قالوا قَؤُول للخير، وهو قال يقول لما انضمت الواو هُمزت. وثله صؤول من صال يصول. ومن ذلك قول امرئ القيس:
ويُضْحِي فَتِيتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشها ... نَؤُوم الضُّحَى لم تَنْتَطِق عَنْ تَفَضُّلِ
فقال نؤوم وهو النوم لما أعلمتك.