قال الأصمعي وابن الأعرابي: يقال: صبغت الرجل بعيني وبيدي إذا أشرت إليه. فيُقال: أشاروا إليّ عندك، أي أعلموك أنّي أصلح لما قصدتني به، كقولهم: وضعوني على يديك. وكقولهم: دسُّوك إليَّ. ومن قال: صبغوني في عينك، يعني غيرت في عينك حتى قصدتني بما تعلم أنَّه لا يذهب عليَّ.
قال خالد بن كلثوم: هو جُهينة يهودي من أهل تيماء كان نازلاً في بني صِرمة بن مرة وكان ناس من بني سلامان بن سعد أخي عُذرة حُلفاء لبني صِرمة نزولاً فيهم، وكانت الحُرَقة وهي حُميس بن عامر بن مُودَعة بن جهينة حُلفاء لبني سهم بن مرة نزولاً فيهم. وكان في بني سهم خمّار يهودي من أهل وادي القُرى يقال له غُصيْن بن حيّ. وكان أهل بيتٍ من بني عبد الله بن غطفان يقال لهم بنو جَوْشَن يُتشاءَم بهم في بني صرمة، ففُقِد رجل منهم يقال له خُصيْل، فكانت أخته تسأل عنه الناس. فجلس ذات يوم أخٌ للمفقود في بيت اليهودي الذي في بني سهم يبتاع خمراً، ومرّت أخت المفقود تسأل عنه، فقال الخمّار:
تُسائِلُ عن خُصَيْلٍ كُلَّ رَكْبٍ ... وعِنْد جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ