فَإِنَّهُ أعمى فانتقلت إِلَيْهِ حَتَّى انْقَضتْ عدتهَا ثمَّ خطبهَا أَبُو جهم وَمُعَاوِيَة فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستأذنه فَقَالَ لَهَا: أما أَبُو جهم فَأَخَاف عَلَيْك قسقاسة الْعَصَا وَأما مُعَاوِيَة فَرجل أخلق المَال قَالَ فَتزوّجت أُسَامَة بن زيد بعد ذَلِك. العوَّاد الزُّوار وكل من أَتَاك مرّة بعد أُخْرَى فَهُوَ عَائِد وروى: إِنَّهَا امْرَأَة يكثر ضيفانها. القسقاسة: الْعَصَا نَفسهَا وَإِنَّمَا ذكرت على إثْرهَا تَفْسِيرا لَهَا قَالَ أَبُو زيد القسقاسة والقساسة الْعَصَا من قس النَّاقة يقسها إِذا زجرها وَعَن أبي عُبَيْدَة يُقَال فلَان يقس دَابَّته أَي يَسُوقهَا وروى أَن أَبَا جهم لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه وَالْمعْنَى أَنه سيء الْخلق سريع إِلَى التَّأْدِيب وَالضَّرْب قيل وَيجوز أَن يُرَاد أَنه مسفار لَا يلقِي عَصَاهُ فَلَا حظَّ لَك فِي صحبته وَمن فسر القسقاسة بِالتَّحْرِيكِ فلي فِيهِ نظر. أخلق من المَال أَي خلوٌ عَنهُ عَار وَأَصله من قَوْلهم: حجر أخلق أَي أملس لَا يقر عَلَيْهِ شَيْء لملاسته وَهَذَا كَقَوْلِهِم لمن أنْفق مَاله حَتَّى افْتقر: أملق فَهُوَ مملق فَإِن أَصله من الملقة وَهِي الصَّخْرَة الملساء وروى فَإِنَّهُ رجل حَائِل أَي فَقير من الْعيلَة.
عور أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: قَالَ مَسْعُود بن هنيدة مولى أَوْس بن حجر: رَأَيْته قد طلع فِي طَرِيق معورة حزنة وَإِن رَاحِلَته قد أذمت بِهِ وأزحفت فَقَالَ: أبن اهلك يَا مَسْعُود فَقلت بِهَذَا الأظرب السواقط. أَعور الْمَكَان صَار ذَا عَورَة وَهِي فِي الثغور والحروب والمساكن خلل يتخوف مِنْهُ الفتك قَالَ الله تَعَالَى {إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} وَمِنْه مَا أنْشدهُ الجاحظ ... دويّ الفيافي رَابَهُ فَكَأَنَّهُ ... أَمِيم وسارِي اللَّيْل للضرّ مُعْوِرُ ... أَي مُمكن ومصحر كالمكان ذِي الْعَوْرَة أَرَادَ فِي طَرِيق يخَاف فِيهَا الضلال أَو فتك الْعَدو. يُقَال أذمت رَاحِلَته إِذا تَأَخَّرت عَن ركاب الْقَوْم فَلم تلحقها وَمَعْنَاهَا صَارَت