كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجد جافى عضديه حَتَّى يُرى من خَلفه عفرَة إبطَيْهِ. العفرة: بَيَاض لَيْسَ بالناصع وَلَكِن كلون عفر الأَرْض وَهُوَ وَجههَا يُقَال: مَا على عفر الأَرْض مثله وَمِنْه ظَبْي أعفر. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يُحشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة على أَرض بَيْضَاء عفراء كقرصة النقي لَيْسَ فِيهَا معلم لأحد. النقي: الْحوَاري سمي لنقائه من النخالة قَالَ: ... يُطْعِمُ النَّاسَ إِذا أمْحلوا ... مِنْ نَقِيٍّ فوقَه أُدُمُهْ ... وَأما النَّفْي (بِالْفَاءِ) فَيُقَال لما ترامت بِهِ الرَّحَى من دَقِيق: نفى الرَّحَى كَمَا يُقَال: نفى الْمَطَر وَنفى الْقدر وَنفى قَوَائِم الْبَعِير لما ترامت بِهِ من الْحَصَى. الْمعلم: الْأَثر.
عفص سُئِلَ عَن اللّقطَة فَقَالَ: احفظ عفاصها ووكاءها ثمَّ عرفهَا فَإِن جَاءَ صَاحبهَا فادفعها إِلَيْهِ. قيل: فضَالة الْغنم قَالَ: هِيَ لَك أَو لأخيك أَو للذئب. قيل: فضَالة الْإِبِل قَالَ: مَالك وَلها مَعهَا حذاؤها وسقاؤها ترد المَاء وتأكل الشّجر حَتَّى يلقاها ربُّها. العفاص: الْوِعَاء: يُقَال: عفاص القارورة لغلاقها وعفاص الرَّاعِي لوعائه الَّذِي فِيهِ نَفَقَته وَهُوَ فعال من العفص وَهُوَ الثني والعطف لِأَن الْوِعَاء ينثني على مَا فِيهِ وينعطف. الوكاء: الْخَيط الَّذِي تشد بِهِ. أَرَادَ أَن يكون ذَلِك عَلامَة للُّقطة فَمن جَاءَ يتعرفها بِتِلْكَ الصّفة دفعت إِلَيْهِ. ورخَّص فِي ضَالَّة الْغنم أَي إِن لم تأخذها أَنْت أَخذهَا إِنْسَان سواك أَو أكلهَا الذِّئْب فَخذهَا.