الْعين مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر هُوَ وَأَصْحَابه على إبل لحيٍّ يُقَال لَهُم بَنو الملوح أَو بَنو المصطلق قد عبست فِي أبوالها من السّمن فتقنع بِثَوْبِهِ ثمَّ مر لقَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ} .
عبس العبس لِلْإِبِلِ كالوذح للغنم وَهُوَ مَا يبس على مآخيرها من الْبَوْل والثلط. وَمِنْه حَدِيث شُرَيْح رَحمَه الله: أَنه كَانَ يردُّ من العبس. أَي كَانَ يردّ العَبْد البوّال فِي الْفرش الَّذِي اُعْتِيدَ مِنْهُ ذَلِك حَتَّى بَان أَثَره على بدنه وَإِن كَانَ شَيْئا يَسِيرا نَادرا لم يردهُ. وكما قَالُوا: وذحت الْغنم قَالُوا: عبست [491] الْإِبِل وتعديته بفي لِأَنَّهُ أجْرى مجْرى انغمست وَنَحْوه. إِن الله أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَفَخْرهَا بِالْآبَاءِ: مُؤمن تقيّ وَفَاجِر شقى.
عبب العبية: الكِبر وَلَا تَخْلُو من أَن تكون فعلية أَو فعوله فَإِن كَانَت فعلية فَهِيَ من بَاب عباب المَاء وَهُوَ زخيره وارتفاعه كَمَا قيل لَهُ الزهو من زهاه إِذا رَفعه والأبية بمعناها من الأُباب بِمَعْنى العياب وَيجوز أَن يَكُونَا فعولة من الْعباب والأباب إِلَّا أَن اللَّام قلبت يَاء كَمَا فِي تقضَّي الْبَازِي. وَالْأَظْهَر فِي الأًبية أَن تكون فعولة من الإباء. والعمية أَيْضا فعيلة من العمم وَهُوَ الطول والطول والارتفاع من وَاد وَاحِد. والمتكبر يُوصف بالترفع والتطاول وَيجوز أَن تكون فعولة من الْعَمى لِأَنَّهُ يُوصف