9 - أَي مموه من الظُّلم وَهُوَ موهة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَمِنْه قيل للْمَاء الْجَارِي على الثغر ظلم. قَالَ بشر: ... ليَالِي تَسْتَبِيك بِذِي غُروب ... يشبه ظَلْمُه خَضِلَ الأقاحي ... [493] وَقَالَ أَبُو حَاتِم: الظُّلم كالسواد تخاله يجْرِي دَاخل السن من شدَّة الْبيَاض كفرند السَّيْف وَجمعه ظلوم. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مرَّ على رَاع فَقَالَ: يَا راعي عَلَيْك الظلْف من الأَرْض لَا ترمضها فَإنَّك رَاع وكل رَاع مسئول.
ظلف الظلْف بِوَزْن التّلف غلظ الأَرْض وصلابتها مِمَّا لَا يبين فِيهِ أثر وَأَرْض ظلفة وظلف بوز جرز. لَا ترمض أَي لَا تصب الْغنم بالرمضاء وَهِي حر الشَّمْس وَإنَّهُ يشْتَد فِي الدهاس (7) والرمل. مُصعب بن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ سعد بن أبي وَقاص: كَانَ يصيبنا ظلف الْعَيْش بِمَكَّة فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبلَاء اعترمنا لذَلِك. وَكَانَ مُصعب أنعم غُلَام بِمَكَّة فجهد فى الْإِسْلَام حتتى لقد رَأَيْت جلده يتحسف تحسف جلد الْحَيَّة عَنْهَا. وَعَن عَامر بن ربيعَة: كَانَ مُصعب مترفا يدهن بالعبير ويذيل يمنة الْيمن وَيَمْشي فِي الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا هَاجر أَصَابَهُ ظلف شَدِيد فكاد يهمد من الْجُوع. والظلف: شظف الْعَيْش وخشونته من ظلف الأَرْض. اعترمنا لذَلِك أَي قوينا لَهُ واحتملناه. يتحسف: يتقشر وَمِنْه حسافة التَّمْر وَهِي سقاطته. التذييل: تَطْوِيل الذيل.