2 - إِضْمَار الْكفْر وَالْعَمَل ترك الاستبصار فِي دين الله وَقد وصف الله عز وَجل فِي غير مَوضِع من كِتَابه الْمُؤمنِينَ بأولي الْأَلْبَاب وَالْكفَّار بِأَنَّهُم قوم لَا يعْقلُونَ. وَقد قَالَ الْقَائِل: ... والكَيْسُ أكيَسُهُ التُّقَى ... والحمقُ أحمقُه الفُجُور ... وروى الرماق وَهُوَ مصدر رامقني وَهُوَ نظر الْكَاشِح وَالْمرَاد النِّفَاق. وَقيل: هُوَ من قَوْلك عَيْش فلَان رماق أَي ضيق. قَالَ: ... مَا زخر مَعْرُوفك بالرِّماق ... وَلَا مُؤَاخاتك بالمَذَاقِ ... أَي مَا لم تضق صدوركم عَن أَدَاء الْحق. الرباق: جمع ربق وَهُوَ الْحَبل وَأَرَادَ الْعَهْد. شبه مَا لزم أَعْنَاقهم بالربق فِي أَعْنَاق البهم وَشبه نقضه بِأَكْل البهمة ربقها وقطعه. الربوة: الزِّيَادَة على الْفَرِيضَة عُقُوبَة على إبائه الْحق. خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى طَعَام دُعي لَهُ فَإِذا حُسَيْن يلْعَب مَعَ صبوة فِي السِّكَّة فاستنتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمَام الْقَوْم فَبسط إِحْدَى يَدَيْهِ فَطَفِقَ الْغُلَام يفر هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضاحكه حَتَّى أَخذه فَجعل إِحْدَى يَدَيْهِ تَحت ذقنه وَالْأُخْرَى فِي فأس رَأسه ثمَّ أقنعه فَقبله.
صبو يُقَال: صبوة وصبية فِي جمع صبي وَالْوَاو هُوَ الْقيَاس. استنتل: تقدم ليأخذه. فأس الرَّأْس: حرف القمحدوة المشرف على الْقَفَا وَرُبمَا احْتجم عَلَيْهِ. أقنعه: رَفعه. قَالَ الله تَعَالَى: {مُقْنِعي رؤوسهم} . قلب الْمُؤمن بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن يقلبه كَيفَ يَشَاء.
صبع هَذَا تَمْثِيل لسرعة تقلب الْقُلُوب وَإِن ذَلِك أَمر مَعْقُود بمشيئته وَذكر الإصبع مجَاز كذ كراليد وَالْيَمِين [435] . كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُصبي رَأسه فِي الرُّكُوع وَلَا يقنعه.