3 - مَسَرَّة حملا قَالَ: نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت. قَالَ: فقد ولدت غُلَاما وَهُوَ ابْنك. قَالَ: فَمَا لَهُ أسفع أحوى قَالَ: ادن مني فَدَنَا. قَالَ: هَل بك من برص تكتمه قَالَ: نعم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مَخْلُوق وَلَا علم بِهِ. قَالَ: هُوَ ذَاك قَالَ: وَرَأَيْت النُّعْمَان بن الْمُنْذر عَلَيْهِ قرطان ودملجان ومسكتان. قَالَ: ذَاك ملك الْعَرَب عَاد إِلَى أفضل زية وبهجته. قَالَ: وَرَأَيْت عجوزا شَمْطَاء تخرج من الأَرْض قَالَ: تِلْكَ بَقِيَّة الدُّنْيَا قَالَ: وَرَأَيْت نَارا [374] خرجت من الأَرْض فحالت بيني وَبَين ابْن 6 لى يُقَال لَهُ: عَمْرو ورأيتها تَقول: لظى لظى بَصِير وأعمى أطعومنى أكلكم كلكُمْ أهلكم ومالكم. فَقَالَ: تِلْكَ فتْنَة تكون فِي آخر الزَّمَان. قَالَ: وَمَا الْفِتْنَة يَا رَسُول الله قَالَ: يقتل النَّاس إمَامهمْ ثمَّ يشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس وَخَالف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَصَابِعه يحْسب الْمُسِيء أَنه محسن وَدم الْمُؤمن أحلّ من شرب المَاء. الأسفع: الَّذِي فِيهِ سَواد مَعَ لون آخر وَمِنْه السفعة فِي الدَّار وَهِي مَا فِيهَا من زبل أَو رماد أَو قمام متلبد فتراه مُخَالفا للون الأَرْض فِي مَوَاضِع وكل صقر أسفع وكل ثَوْر وَحشِي أسفع وَقيل للحمامة: السفعاء لعلاطيها. والأحوى: لون يضْرب إِلَى سَواد قَلِيل وَسميت أُمّنا حَوَّاء لأُدمة كَانَت فِيهَا المسكة: السوار وَجَمعهَا مسك. لظى: علم للنار غير منصرف واللظى: اللهب. وَالْمعْنَى: أَنا لظى ولظى الثَّانِيَة: إِمَّا أَن تكون تكريرا للْخَبَر أَو خبر مُبْتَدأ آخر. بَصِير وأعمى أَي النَّاس فِي شأني ضَرْبَان: عَالم يَهْتَدِي لما هُوَ الصَّوَاب وَالْحق وجاهل يركب رَأسه فيضلّ. الاشتجار: الاشتباك. أطباق الرَّأْس: عِظَامه وَهِي مُتَطَابِقَة متشبكة كَمَا تشبك الْأَصَابِع. أَرَادَ التحام الْحَرْب بَين النَّاس واختلاطهم فِي الْفِتْنَة وموج بَعضهم فِي بعض. أَنا وسفعاء الْخَدين الحانية على وَلَدهَا يَوْم الْقِيَامَة كهاتين وَضم إصبعه.