9 - الْحمى رائد الْمَوْت وهى سُبْحَانَ الله فِي الأَرْض يحبس بهَا عَبده إِذا شَاءَ ويرسله إِذا شَاءَ.
رَود هُوَ رَسُول الْقَوْم الَّذِي يرتاد لَهُم [314] مساقط الْغَيْث وَقد راد الْكلأ يروده ريادا وَفِي أمثالهم: لَا يكذب الرائد أَهله. فَشبه بِهِ الْحمى كَأَنَّهَا مُقَدّمَة الْمَوْت وطليعته لشدَّة أمرهَا. وَتقول الْعَرَب: الْحمى أُخْت الْحمام. وَيَقُولُونَ: قَالَت الْحمى: أَنا أم ملدام آكل اللَّحْم وأمض الدَّم. وَجمع الرائد الرواد. وَمِنْه قَول عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر دُخُول النَّاس على رَسُول الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: يدْخلُونَ رَوَّادًا وَلَا يتفرقون إِلَّا عَن ذواق وَيخرجُونَ أَدِلَّة. أَي طلابا للمنافع فِي دينهم ودنياهم. الذَّواق: اسْم مَا يذاق يُقَال: مَا ذقت ذواقا. وَهُوَ مثل لما ينالون عِنْده من الْخَيْر. أَدِلَّة أَي عُلَمَاء يدلُّون النَّاس على مَا علموه. ذكر قتال الرّوم فَقَالَ: يخرج إِلَيْهِم روقة الْمُؤمنِينَ من أهل الْحجاز.
روق هم الموصوفون بالصفاء وَالْجمال يُقَال: راق الشَّيْء إِذا صفا وخلص. وَعَن الْأَصْمَعِي: مسك رائق أَي خَالص وَكَذَلِكَ كل شَيْء خَالص وَهُوَ من روق الشَّرَاب إِذا صفاه بالروواق وَنَظِير رائق وروقة صَاحب وصحبة وفاره وفرهة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا هَاجَتْ الرّيح: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا.
روح عين الرّيح وَاو لقَولهم: أَرْوَاح ورويحة. الْعَرَب تَقول: لَا تلقح السَّحَاب إِلَّا من ريَاح.